الأكثر مشاهدة

“حياة في الإدارة ”، كتاب فريد في نوعه وطريقة سبكه، فهو سيرة ذاتية سلطت الضوء على الجانب الإداري من حياة المؤلف، وهي التي، أي السيرة، كانت ح...
اسم الكتاب :  صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي تأليف :  صموئيل هنتنغتون ملخص الكتاب :  صموئيل هنتنغتون هو أستاذ العلوم السياسي...
اسم الكتاب :  صديقي لا تأكل نفسك تأليف :  عبد الوهاب مطاوع ملخص الكتاب : الكتاب يقع في 114 صفحة من القياس المتوسط وهو مجموعة مقالات ...
اسم الكتاب :  ثروة الأمم تأليف :  ادم اسمث ملخص الكتاب : إن العمل السنوي لكل أمة هو رأس المال الرصيد الذي يمدها أصلاً بنا تستهلكه هذه ...
اسم الكتاب :  لماذا نصلي؟ تأليف :  محمد اسماعيل المقدم ملخص الكتاب :  لماذا نصلي؟ هل سبق و سألت نفسك هذا السؤال؟ ولو سبق و فعلت فهل اس...
اسم الكتاب :  صديقي ما أعظمك تأليف :  عبد الوهاب مطاوع ملخص الكتاب :  بدءًا من عنوانه ومرورًا بما تحتويه ثناياه من تجارب واقعية ومواقف...

كتاب التربية المثالية للأبناء


ساعد كتاب "التربية المثالية للأبناء" الملايين من الآباء حول العالم على تقوية علاقاتهم بأولادهم. يقدم هذا الكتاب الثوري، الذي ألفه عالم نفساني ذائع الصيت هو الدكتور هايم جينو، وصفة صريحة وعاطفية، ولكن انضباطيه في الوقت عينه، لتربية الأطفال، ويقدم تقنيات تواصل جديدة من شأنها تغيير الطرق التي يتكلم عبرها الآباء ويصغون إلى أبنائهم.

وقد أثر فكر الدكتور جينو بواسطة نهجه البنّاء في أجيال بكاملها من الخبراء في هذا الحقل. إن هذه الطرق تستطيع أن تنجح معك أيضاً.

يستطيع الوالدان أن يساعدا كل ولد ليصبح إنساناً نزيهاً وشريفاً ، إنساناً يتمتع بالهدؤ، والإلتزام، والشجاعة، إنساناً تتوجه حياته بجوهر من القوة وقوانين الانصاف. للوصول إلى هذه الأهداف الإنسانية، فعلى الوالدين تعلم الطرق الانسانية. المحبة ليست كافية. البصيرة لا تكفي والأهل الصالحون يحتاجون للمهارة.
إن غاية هذا الكتاب هي شرح كيفية الوصول إلى هذه المهارة وإستعمالها. هذا الكتاب سيساعد الآباء على تحويل المبادئ المرجوة إلى ممارسات يومية.

في هذه الطبعة المنقحة، الدكتورة أليس جينو، عالمة النفس السريري وزوجة الراحل الدكتور جينو، مع خبير العلاقات العائلية الدكتور والاس غودارد، يقدمان هذا الكتاب المرجع وهو واحد من الكتب الأكثر مبيعاً إلى القرن الجديد، في وقت تمت المحافظة فيه على رسالة الكتاب الإيجابية ونداء هايم جينو الواضح. وبالرجوع إلى النظرية القائلة إن تربية الأولاد هي مهارة يمكن تعلمها، فإن هذا الكتاب الذي لا غنى عنه سوف يظهر لك ما يلي:
- الانضباط بدون تهديد، ورشوة، وتهكم، ومعاقبة.
- الانتقاد بدون استصغار، والمديح بدون إصدار أحكام، والتعبير عن الغضب بدون أذى.
- الاعتراف بمشاعر الطفل وبنباهته وآرائه بدلاً من الجدال معه.
- الاستجابة للأطفال بشكل يتعلمون معه أن يثقوا بغيرهم ويطوروا ثقتهم بأنفسهم.

محتويات الكتاب :
الفصل الأول : قواعد التواصل
الفصل الثاني: قوة الكلمات 
الفصل الثالث : الأنماط المحطمة للذات
الفصل الرابع: المسؤولية 
الفصل الخامس : الانضباط 
الفصل السادس: تربية الأولاد الإيجابية 
الفصل السابع: الغيرة  
الفصل الثامن : بعضر مصادر القلق عند الاولاد
الفصل التاسع : الجنس والقيم الإنسانية
الفصل العاشر • خلاصة

وكما يحتوي الكتاب على ملحقين :
الملحق أ : كيف يمكن مساعدة الأطفال
الملحق ب : كيف يتعامل المعالجون النفسيون مع أولادهم

معلومات عن الكتاب :
اسم الكتاب: التربية المثالية للأبناء
تأليف: هايم جينو
عدد الصفحات : 242 صفحة
                   

كتاب المرأة والحب

هذا الكتاب دليل شامل للحياة الزوجية الناجحة في جوانبها المادية والمعنوية جميعاً ، وهو لا يكاد يدع شيئاً مما يدخل في حياة الزوجين دون أن يتناوله بأصالة تعكس استبصارات نفسية سديدة وعميقة صيغت في بساطة ووضوح قلّ أن يتيسر مع هذا العمق ، فهو من هذه الناحية كتاب عامر بالخبرة ، غني بالحكمة ، حافل بالموعظة ، شامل في نظرته ، إنساني في إتجاهه وتوجيهه .

يوجهنا الكتاب إلى شيء مهم للغاية وهو : " ألا نقول " لا " للحياة أبداً ، وأن نقول لها " نعم " دائماً ، ألا نهرب منها ، بل نقبل عليها ، ألا نوليها ظهورنا بل نواجهها بكل قدراتنا وكل حبنا ؛ لأننا بذلك وبذلك وحده - يمكن أن نحيا ويمكن فقط نجعل لحياتنا قيمة وأن نستمد منها استمتاعاً وتحقيقاً وإشباعاً .
والمحور الثاني للكتاب " الحب " ، لا الحب الذي رخص من كثرة ما ابتذل ! ولكن الحب بمعنى التجاوب ، التجاوب مع الحياة عموماً ، والتجاوب مع إنسان آخر مع القدرة على تذوق الحياة من جميع جوانبها معه بصفة خاصة .
إن هذا الكتاب نفيس حقَّا بحكمته الثمينة التي لا يتعذر على إنسان أن يتبعها ، ولكنه كثيراً ما لا يفعل ؛ كتاب نفيس بتحليلاته وتوجيهاته العملية السهلة التي يغفل المرء تقدير قيمتها في زحمة ما يستغرقه من أمور الحياة ، فيغفل معها الطريق إلى المتعة الحق وإلى الإشباع والسعادة وهدوء البال .
إنه كتاب ينبغي أن يهم كل إنسان يستشعر لحياته قيمة ، وهو بصفة خاصة ينبغي أن يهم الأزواج والزوجات جميعاً .أعني أولئك الأزواج والزوجات الذين يريدون لحياتهم الزوجية أن تظل نضرة عطرة متجددة عامرة بالحب أبداً ، والذين يعودون بأنفسهم من الإنحدار إلى الرتابة والركود والذبول يوماً ما .

محتويات الكتاب :
مقدمة الترجمة العربية
مقدمة الدكتور والتر ستوكس
الفصل الأول : ليس من الضروري أن تكون صغيرا لتكون سعيداً .
الفصل الثاني : مخاوف لا أساس لها بخصوص مرحلة انقطاع الطمث .
الفصل الثالث : النساء يتحسن ّ بمرور الوقت .
الفصل الرابع : كيف تستطيعين تحقيق حياة متوازنة .
الفصل الخامس : كيف يمكنك تنمية الإحساس بالإنتماء .
الفصل السادس : الحياة الحب .. والحب الحياة .
الفصل السابع : أي نوع من الحب تبحثين عنه ؟
الفصل الثامن : فن الحب .
الفصل التاسع : الزواج ليس لكل إنسان .
الفصل العاشر : يمكن أن يبقى الحب حتى مع الزواج .
الفصل الحادي عشر : ماذا عن المرأة الأخرى .
الفصل الثاني عشر : لا يخدعنك وهم المساهمة في الزواج بقدر متساو تماما .
الفصل الثالث عشر : ليس للحب سن يقف عندها .

معلومات عن الكتاب :
اسم الكتاب : المرأة والحب
تأليف :  أنَّا دانيال
ترجمة : د. كلير فهيم
الناشر: دار المعارف
عدد الصفحات: 194
                   

كتاب رؤية استراتيجية: أميركا وأزمة السلطة العالمية

الكتاب واحد من اهم المؤلفات التي تشغل اهتمام الباحثين والمختصين بالعلاقات الدولية والاستراتيجية ،كونه يمثل رؤية تحليلية لمفكر من اهم المنظرين الاستراتيجين في العالم ،حيث تعد كتابات زبيغنيو بريجنسكي الذي شغل منصب مستشار الامن القومي الامريكي في عهد الرئيس كارتر من الاهمية بمكان ،بحيث لايمكن الاستغناء عنها في تحليل وتشخيص قضايا السياسة الدولية .

في كتابه رؤية استراتيجية "امريكا وازمة السلطة العالمية" ،يناقش بريجنسكي التحديات التي تواجه المكانة الامريكية في النظام الدولي ومستقبل النظام الدولي في ضوء مؤشرات تراجع الدور الامريكي وانتقال القوة العالمية من الغرب للشرق ،حيث ان عدم استغلال الولايات المتحدة الامريكية الفرصة السانحة التي وفرتها النهاية السلمية للحرب الباردة بعد زوال الخطر السوفيتي وانفراد القطب الامريكي بالعالم والذي لم يدم طويلا بفعل ادارة الرئيس جورج بوش الابن وتأثير الازمة الاقتصادية التي تمر بها الولايات المتحدة واوربا مقابل بروز دور القوى الاقتصادية الصاعدة التي نجحت في المزج بين سياسة التحرير الاقتصادي ورأسمالية الدولة ،كل ذلك ادى الى ظهور المخاوف على مستقبل القوة الامريكية وقيادتها للنظام الدولي .
بيد ان بريجنسكي يؤكد على حتمية القيادة الامريكية للنظام الدولي شريطة حل مشكلاتها الداخلية وتبني استراتيجية مستجيبة لمصالحها الاقليمية المختلفة ،حيث يتعين عليها ان تعزز وحدة اكبر واوسع في اوربا وصولا في اخر المطاف الى ضم روسيا وتركيا الى غرب اكثر حيوية ،اما في الشرق فلا بد لها من العمل على تحقيق التوازن والمصالحة بين قوى المنطقة الصاعدة ،وعلى تجنب التورط العسكري المباشر في صراعات القارة الاسيوية مع ادامة تحالفها مع اليابان وعلى ترسيخ علاقة تعاونية عالميا مع الصين.وللاجابة على ذلك يطرح بريجنسكي في طيات كتابه اربع تساؤلات مركزية تتمثل في :ماهي الاثار المترتبة على تغيير القوة العالمية من الغرب الى الشرق ؟وماهي اعرض انحدار امريكا اقليميا ودوليا وكيف اضاعت فرصتها في الريادة ابان الحرب الباردة ؟وماهي العواقب الجيوسياسية في اعقاب الانخفاض المتوالي لامريكا بحلول العام 2025؟وهل يمكن للصين ان تحتل مركزية دور امريكا في شؤون العالم ؟وماالذي تحتاج اليه امريكا لاستعادة نشاطها وايجاد توازن جيوسياسي جديد بعد عام 2025؟في اجابته عن السؤال الاول يخصص بريجنسكي الباب الاول من الكتاب للبحث في مااطلق عليه الغرب المتقهقرويقدم في ضور ذلك ثلاث مقاربات تتمثل الاولى في البحث في انبثاق القوة العالمية ،الذي يمثل استطراد تاريخي لظهور القوى الدولية والتي كانت اوربية في معظمها قبل القرن العشرين الى تدخل الولايات المتحدة الامريكية في الحربين العالميتين للحيلولة دون التفوق الالماني لتعلن بروز قوة جديدة متمتعة بحماية جيوسياسية جيدة ومن ثم صراع الحرب الباردة الذي انتهى بتفكك الاتحاد السوفيتي وانتصار القطب الامريكي –الغربي ،والتي لم تتمكن من الحفاظ على ذلك،ليتبلور اخيرا بتحرك القوة العالمية من الغرب لتستقر في الشرق.
امامقاربته الثانية تتحدث عن صعود اسيا وتشتت القوة العالمية،ويؤكد من خلاله بريجنسكي ان صعود اسيا يتمثل بتصاعد المكانة الاقتصادية لليابان والصين والهند ومااحدث ذلك من متغير فاعل في تراتبية القوة العالمية مصحوبا باندثار القوة الغربية –الامريكية وعدم استطاعة القوة الاوربية بريطانيا وفرنسا والمانيا العمل سويا في اطار الاتحاد الاوربي وتشكيل قوة اوربية موحدة سياسيا،حيث يظهر الاتحاد بمظهر الانقسام والتشتت بوحدته السياسية والتي لم يكن عليه الحال في الوحدة الاقتصادية فضلا عن ذلك عدم قدرة هذه القوى على تحمل مسؤولية القيادة العالمية لعدة مشكلات داخلية وخارجية .
وفي ثالث مقاربة يقدمها بريجنسكي في هذا الباب هي صدمة اليقظة السياسية العالمية ،حيث يشير الى ان العالم الان يشهد يقظة سكانية شبابية تختلف عن واقع العالم التقليدي ،اذ ان ثورة الاتصالات والمعلومات اسهمت بشكل كبير في تطور الوعي السياسي لمجمل سكان العالم ،ويمكن اعتبار الثورة الفرنسية المحطة الاولى في بروز ذلك الوعي ومااتبعها من تطورات ومتغيرات في السياسية الدولية مرورا باختراع الراديو وما صوت هتلر انذاك الا دليل واضح على ذلك ثم ظهور التلفزيون وشبكة الاتصالات ووصولا الى ظهور الانترنت وماعبر عنه من تطور كبير في عالم التواصل بين قارات العالم المترامي الاطراف ،ولم يغفل بريجنسكي على التركيز على اثر الفقر والتخلف في حياة السكان واعتبارها مناطق حاضنة للتطرف واثارة العنف ،ثم يتحدث عن دور الشباب العاطلين عن العمل الذين يعانون الفقر والظلم والاستبداد والذي انتج التغييرفي الشرق الاوسط في اشارة الى مايعرف بالربيع العربي.
اما في الباب الثاني من الكتاب فيبحث بريجنسكي في انكسار الحلم الامريكي متمثلا في اعراض انحدار امريكا اقليميا ودوليا وكل مامن شأنه ان يحدث نتيجة لتراجع الدور الامريكي في العالم،يتحدث بريجنسكي عن الحلم الامريكي المشترك من خلال قوة امريكا التي زاوجت بين المثالية والمادية فلايزال الوصول الى شواطئ امريكا يمثل حلم للكثير من الشباب في العالم الطامحين لحياة افضل وفرص عمل يوفرها واقع الفضاءات الرحبة والمفتوحة لامريكا وغياب التقاليد الاقطاعية ،فضلا عن مثالية امريكا الناتجة عن صورة النظام السياسي الامريكي المستقر وبطابعه المؤسساتي الذي حرص واضعو الدستور الامريكي على ان يبدو مثاليا براقا.
الاان بريجنسكي يبحث فيما بعد في نقاط ضعف الولايات المتحدة الامريكية ،ونقاط الضعف هي اولا معدل الدين القومي العام الذي تجاوز نسبة 60%من الناتج القومي الامريكي بينما ثانيا دين مالي مختل واما ثالثا تباين اجتماعي متعاظم ناتج عن الفرق الشاسع بين المواطنين الامريكيين في الحصول على الدخل وفيما يخص رابعا بنية تحتية متهالكة قياسا بالصين والقوى الاوربية الرئيسة واما الضعف الخامس هو هشاشة امريكا ،حيث جمهور جاهل لايعرف شئ عن جغرافية العالم والاحداث الراهنة والاحداث المحورية في تاريخ العالم واخيرا سياسة مأزومة نابعة من نظام سياسي متزايد الاختناق ومفرط في حزبيته.
ويحاول بريجنسكي تقديم مقومات القوة الامريكية التي يمكن من خلالها استعادة المكانة العالمية،وهي اولا قوة اقتصادية اجمالية حيث لايزال الاقتصاد الامريكي الاقوى في العالم بنسبة 25%من الناتج الاجمالي العالمي واما ثانيا فتمتلك امريكا طاقة ابداعية ابتكارية مستمدة من ثقافة مبادرة ومؤسسات تعليم عال متفوقة ،وفيما يخص ثالث نقاط القوة الامريكية فهو قوتها السكانية الديناميكية ،ولدى الولايات المتحدة قدرة على التعبئة التفاعلية متمثلة في قدرة صانعي القرار الاستراتيجي الامريكي على تحشيد الرأي العام الامريكي لمصالح امريكا في الخارج وهومايمكن اعتباره رابع مقومات القوة الامريكية ،اما الذخر الخامس فهو امتلاكها قاعدة جغرافية متميزة عن باقي القوى المنافسة ناتجة من موقعها الجيوسياسي المنعزل تقريبا عن العالم ووحدة سكانها وعدم معاناتها بمشكلات مع جيرانها ،اما ذخر امريكا السادس هو احتضانها باقة من القيم متمثلة في الديمقراطية والحريات العامة وحقوق الانسان.
يختتم بريجنسكي الباب الثاني بالحديث عن حرب امريكا الامبريالية الطويلة والتي جاءت في اطار الحرب على الارهاب ضد كل من افغانستان والعراق والتي كانت مع حلول عام 2010 اطول حربين في تاريخ امريكا ،ومانتج عن ذلك من انعكاسات سلبية على مكانة امريكا في العالم والتي جسدتها الازمة الاقتصادية في اوضح صورة لها .
وفي الباب الثالث من الكتاب يجادل بريجنسكي بشأن عالم مابعد امريكا بحلول عام 2025والذي يستشرفه عالما ليس صينيا وانما فوضويا،فمن غير الممكن تصور بروز قوة كبرى تكون لهامقومات قيادة سياسية وعسكرية واقتصادية وهو مالايتوافر في القوى المرشحة فاليابان لاغنى لها عن التحالف الامني الاستراتيجي الامريكي والهند مرتبطة اقتصادياوسياسيا بالولايات المتحدة اما روسيا فماتزال تبحث عن اعادة السيطرة على مجالها الحيوي في الجمهوريات السوفيتية السابقة ،واما فيما يخص دول الاتحاد الاوربي فهي بعيدة عن امكانية توحيد سياسي ،واما الصين فمشكلاتها الداخلية الاجتماعية وطابعهاالسكاني الانفجاري وخلافاتها مع جيرانها تمنعها من انتاج قوة عالمية تتطلع لقيادة النظام الدولي .
ثم يتناول بريجنسكي الدول الاكثر تعرض للخطر الجيوسياسي في حالة تراجع دورامريكا وستظهر قائمة من الدول مثل اوكرانيا المهددة بالابتلاع من قبل روسيا ،وتايوان الذي تسند في وجودها على الضمانات الامريكية والذي اذا ماحدث اي تراجع فستصبح منطقة نفوذ صينية بلامنازع ،وكوريا الجنوبية التي تعاني صراعهامع كوريا الشمالية بسبب تمايزهما الاقتصادي،حيث سيؤدي اي تراجع امريكي الى تهديد امنها القومي بشكل لم يسبق له مثيل ،واما بيلاروسيا فهي تتمتع بعلاقات ايجابية مع روسيا بيد ان اي تراجع امريكي من شأنه ان يقدم فرصة امنة لروسيا لابتلاع بيلاروسيا بحد ادنى من استعمال القوة،واذاما تحققت الخطوة السابقة بنجاح تصبح اوكرانيا في بوتقة القوة الروسية الجديدة وماهو يعيد القلق من امكانية اعادة تشكيل الهيمنة الروسية على مناطق شرق ووسط اوربا.كما ان اي تراجع لدور امريكا في العالم يمكن ان تصبح افغانستان بموجبه موقع لتنافس باكستاني هندي ايراني كما يمكن في الوقت نفسه ان تعود افغانستان لتكون قاعدة ليس لتصدير المخدرات وانما ملاذا امنا للارهاب الدولي ،ولعل الحال ينطبق كذلك على باكستان التي قد تكون فريسة لنزاع هندي صيني يهدد الاستقرارفي المنطقة ،واخيرا فأن ابرز منطقة يمكن رؤية حدوث اكبر اظطرابات فيها هي الشرق الاوسط والذي سينتج عن تدهور دور امريكا عدم امكانية انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وتبدد حل الدولتين وامكانية صدام مباشر بين الحركات الاسلامية حماس وحزب الله المدعومة من ايران ضد اسرائيل .
كمايذهب بريجنسكي الى الاعتقاد بنهاية حسن الجوار الامريكي مع المكسيك بسبب عدة عوامل ابرزها المشكلات الناتجة من هجرة اعداد كبيرة من المكسيكين الى امريكا بطريقة غير شرعية وهو مااسهم بتعقد العلاقات نتيجة لذلك والذي دفع الحكومة الامريكية لبناء جدار عازل على حدودها مع المكسيك فضلاعن ازدياد مشكلة نقل المخدرات من المكسيك الى امريكا.
يختتم بريجنسكي الباب الثالث من الكتاب في تناول المشاعات العالمية غير المشتركة والتي تقسم الى الاستراتيجة والبيئية،تشمل الاستراتيجية البحر والهواء والفضاء والميدان النووي ،اما المساحات البيئية تشمل المضاعفات الجيوسياسية لادارة الموارد المائية والمحيط المنجمد الشمالي وقضايا التبدل المناخي. ويؤكد انه فيما يتعلق بالمشاعات الاستراتيجة من الصعوبة الوصول الى اتفاق بين القوى الدولية المتنافسة لادارتها بسبب تباين المصالح اضافة الى ان معظم هذه المشاعات تقع تحت السيطرة الامريكية وحتى مع تراجع دور امريكا فأنها لن تستغني عن امتيازاتها لصالح القوى الاخرى ، وسيسهم ذلك في سباق نووي واخر للوصول الى الفضاء ممايجعل ذلك العالم يبدو اكثر فوضوية .اما فيما يخص المشاعات البيئية فأن العالم سيدخل في صراعات طويلة بسبب ندرة الموارد والمياه ،كما ان قضايا التحول المناخي تحظى من الاهمية بمكان ،بحيث لايمكن تجاوزها في تحليل ودراسة مستقبل النظام الدولي وابرزها الخلافات الدولية حول تحمل نفقات ادارة هذه الملف ومن ذلك ان الصين التي تنتج اكبر قدر من الانبعاثات الغازية الى العالم بنسبة 21%بيد انها ترفض الاظطلاع بدور الريادة في قضايا تغيير المناخ ،فضلا عن الصراع على ملكية المحيط المنجمد الشمالي في حال ذوبانه ومايحويه من النفط والغاز والمعادن التي تطل عليه خمس دول وهي امريكا وروسيا وكندا والدانمارك والنروج .
اما في الباب الرابع من الكتاب يتصور بريجنسكي واقعا دوليا مابعد عام 2025تتمثل ابعاده في توازن جيوسياسي جديدوتنبع تلك الرؤية الاستشرافية من رؤية هشاشة اوراسيا فيحدد بريجنسكي رؤيته الاستراتيجية لامكانية استعادة الولايات المتحدة الامريكية لمكانتها الدولية من خلال توجهاتها الجديدة والتي تتحقق اول ابعادها عبرانشاء غرب اوسع ودناميكي وحيوي ،يستفاد من اوربا المتجددة ويوسع حددودها،وذلك بضم روسيا وتركيا بتجربتهما المختلفتين وبرؤيتهما المتباينتين .
اماثاني ابعادها فأنها تتمثل في شرق جديد مستقر ومتعاون ويوصي بريجنسكي بتحقيق ذلك من خلال ضم الصين بفلسفتها التنموية الجديدة والهند كديموقراطية اكبر وادامة التحالف مع اليابان وكوريا ويرى في الصين اساسية في تحقيق الاستقرار ولايمكن الاستغناء عن دورها.
وفي الخاتمة فأن كتاب رؤية استراتيجية لبريجنسكي يمثل اهمية كبيرة كونه يقدم مقاربة غنية وجادة من خلال رؤية تحليلية استشرافية لدراسة امكانية تغلب امريكا على نقاط ضعفها وحل مشكلاتها الداخلية باستراتيجية مستجيبة لمصالحها الاقليمية المختلفة من اجل استعادة الولايات المتحدة الامريكية لمكانتها العالمية .
المصدر: 
محمد معزز الحديثي
الحوار المتمدن-العدد: 4311 - 2013 / 12 / 20 - 20:57
معلومات عن الكتاب :
اسم الكتاب : رؤية استراتيجية :امريكا وازمة السلطة العالمية 
تأليف :  زبيغنيو بريجنسكي
الناشر/دار الكتاب العربي/بيروت
الطبعة الاولى /2012
عدد الصفحات/222


                   

رواية ما بعد الظلام

"‬ما بعد الظلام‮" ‬هي الرواية السادسة والأحدث التي تُترجم إلي اللغة العربية للكاتب الياباني‮ "‬هاروكي موراكامي‮"‬،‮ ‬ولا شك أن محبّي‮ "‬موراكامي‮" ‬ينتظرون بلهفة أن تُترجم له إحدي رواياته الأخيرة‮ ‬،‮ ‬لكن هذا لن‮ ‬يمنعهم من الولوج إلي عوالمه عبر هذه الرواية التي بين أيدينا‮.‬

تنطلق الرواية بنظام الفواصل الزمنية،‮ ‬علي مدار سبع ساعات،‮ ‬في شخصيات تجوب ليل‮ "‬طوكيو"؛ حاملة معها ما هو أكثر من الأرق والأسرار‮. "‬تتسويا تكاهاشي‮"‬،‮ ‬عازف ترومبون،‮ ‬له طبيعة مسالمة،‮ ‬يحمل اسماً‮ ‬عادياً،‮ ‬يعزف علي آلة‮ ‬غير شعبية،‮ ‬يتساءل متهمكاً‮ ‬إذا ما كان عازفو الروك قد حققوا شهرتهم عبر تكسير آلات الترومبون علي المسرح أمام المستمعين‮. ‬لا شيء‮ ‬يميزه سوي نحافته‮ ‬غير الطبيعية وعشقه للحليب وكعك السمك‮.‬

يسعي‮ "‬تكاهاشي‮" ‬إلي مد جسور الحوار مع‮ "‬ماري إساي‮"‬؛ الشقيقة الصغري لزميلته الدراسية‮ "‬إيري‮" ‬واللتين خرج معهما في موعد منذ أربع سنوات،‮ ‬يذكر أمام‮ "‬ماري‮" ‬تفاصيل شديدة الصغر مثل تناولها في هذا الموعد آيس كريم بالخوخ والتوت،‮ ‬وصمتها طيلة الوقت،‮ ‬وعدم الاهتمام بمظهرها وجمالها مقارنة بشقيقتها‮ "‬إيري‮"‬؛ التي ظهرت صورها في عدد من مجلات المراهقين،‮ ‬كنجمة للأناقة والجمال‮.‬

يفتح لنا‮ "‬موراكامي‮" ‬من هذا الخيط،‮ ‬تنويعات متشعبة للمزيد من الشخصيات الليلية‮: "‬كاورو‮" ‬التي تدير  فندقاً‮ ‬للعشاق بعد أن اعتزلت لعب المصارعة النسائية في شبابها،‮ "‬شيراكاوا‮" ‬الرجل الأنيق المتزوج الذي‮ ‬يضطره عمله للتأخر ساعات في حلكة الليل،‮ ‬لا‮ ‬يبدو علي هذه الشخصية ما‮ ‬يوحي بأنه سيضرب عاهرة صينية في فندق للعشاق قبل أن‮ ‬يسرق نقودها ويفر،‮ ‬لكن هذا هو ما فعله بالضبط،‮ ‬و"كوروجي‮" ‬التي تعمل بهذا الفندق،‮ ‬وتتخفي تحت اسم مستعار هرباً‮ ‬من أناس‮ ‬يطاردونها وأبعدوها عن أسرتها ومدينتها‮.‬

ينسج‮ "‬موراكامي‮" ‬قصص أبطاله في إطار من الواقعية السحرية‮. ‬في الواقع،‮ ‬لا تبدو كلمة‮ "‬الواقعية السحرية‮" ‬ملائمة تماماً‮ ‬لخلطة‮ "‬موراكامي‮"‬،‮ ‬إذ أنه لا‮ ‬يسعي إلي استحضار عناصر فانتازية في سياق الواقع لبلورة أحداث تتناغم مع‮ ‬غلاف رقيق من السحر،‮ ‬بل إنه علي العكس،‮ ‬يسعي إلي رسم أبعاد العالم الميتافيزيقي كعالم موازٍ‮ ‬للواقع،‮ ‬لا‮ ‬يتداخلان ولا‮ ‬يتأثران إلا في نقاط تماسٍ‮ ‬تنفرج بشكل‮ ‬غير ملحوظ خلال ظلمة منتصف الليل وحتي انبلاج الصباح‮. ‬

لدينا مثلاً‮ "‬إيري إساي‮"‬،‮ ‬أو سنووايت كما تسميها أختها‮ "‬ماري‮". ‬منذ شهرين،‮ ‬وبينما كانت تتعشي مع عائلتها،‮ ‬أخبرتهم أنها بحاجة إلي النوم‮. ‬دلفت لتنام في‮ ‬غرفتها ولم تستيقظ إلي الآن‮. ‬لم تسقط في‮ ‬غيبوبة،‮ ‬ومؤشراتها الحيوية تبدو علي‮ ‬يرام،‮ ‬وأي أكل‮ ‬يدخل إلي‮ ‬غرفتها‮ ‬يختفي في اليوم التالي؛ فلا تحتاج إلي تغذية وريدية‮. ‬هي بالتأكيد تصحو من نومها لدقائق كي تمارس ما‮ ‬يحفظ لها حياتها إلي الحد الأدني‮. ‬لم‮ ‬يجد طبيب الأعصاب تفسيراً‮ ‬واقعياً‮ ‬لهذا النوم الساكن المتواصل الذي لا نظير له،‮ ‬بينما قال الطبيب النفسي بأنها إذا كانت تحتاج إلي النوم فمن الأفضل ألا تتجه أسرتها إلي إيقاظها بالقوة،‮ ‬هي فقط لا ترغب في الاستيقاظ‮.‬

أين تذهب‮ "‬إيري‮"‬؟ لم تعد شقيقتها‮ "‬ماري‮" ‬تحتمل أن تجلس في المنزل،‮ ‬لذلك تتجه صوب الشوارع المفتوحة في الليل حتي‮ ‬يهدها التعب في الصباح؛ تتذكر في الماضي عندما انقطع الكهرباء عن المصعد في طفولتهما،‮ ‬لم تكن قد أكملت الخامسة من عمرها بعد،‮ ‬ووجدت نفسها محاصرة في ظلام دامس،‮ ‬وذعرها‮ ‬يمنع صوتها من الخروج،‮ ‬بينما كانت‮ "‬إيري‮" ‬محبوسة معها في المصعد،‮ ‬كانت تكبرها بسنة واحدة إلا أنها تصرفت كالبالغين،‮ ‬احتضنتها حتي صارا جسداً‮ ‬واحداً،‮ ‬هذه اللحظة من القرب التي لم تجربها مع شقيقتها بعد ذلك أبداً،‮ ‬هذه اللحظة من القرب التي تتمني أن تمنحها لشقيقتها حتي تستيقظ من سباتها‮.‬

قد‮ ‬يظن البعض أن بعضاً‮ ‬من‮ "‬لا جدوي الوجود‮" ‬يكتنف الرواية‮. ‬لا أري ذلك‮. ‬لا تبحث شخوص الرواية عن مسببات ونتائج،‮ ‬ولا‮ ‬يحاولون تبرير‮ "‬اللامنطق‮" ‬الذي‮ ‬يملأ العالم‮. ‬كل الشخوص تبدو متجاوزة لهذه الأسئلة الوجودية،‮ ‬هناك قدر كبير من الهشاشة‮ ‬يحيط بالزمن الذي‮ ‬يتحركون فيه،‮ ‬هذه الهشاشة تنعكس في روتينهم وتآلفهم معه‮. ‬بينما‮ ‬يشير الكاتب إلي توقيت الساعة بمنتهي الصرامة علي طول الرواية،‮ ‬فإن شخوصه تفعل العكس بالضبط‮: ‬

‮" ‬يوشك النهار الجديد أن‮ ‬يطلع،‮ ‬ولكن النهار القديم لم‮ ‬يزل‮ ‬يجرجر أذياله الثقيلة‮. ‬ومثلما تُصارع مياهُ‮ ‬المحيط مياهَ‮ ‬النهر عند المصب،‮ ‬فهكذا‮ ‬يتصادم الزمن القديم والزمن الجديد ويمتزجان‮. ‬وليس بمقدور تكاهاشي أن‮ ‬يحدد علي وجه اليقين في أي جانب وأي عالم‮ ‬يوجد مركز جاذبيته‮".‬

تحدث تكاهاشي في الرواية عن رغبته في دراسة القانون،‮ ‬عن المحاكمات التي حضرها والتي أشعرته بأن هناك جداراً‮ ‬ورقياً‮ ‬رقيقاً‮ ‬يفصل بين الناس الطبيعيين وبين المجرمين،‮ ‬عن الكائن البحري؛ أخطبوط عملاق‮ ‬يمتلك أذرعاً‮ ‬طويلة‮ ‬يسيطر بها علينا جميعاً،‮ ‬قد‮ ‬يسميه البعض‮ "‬نظاماً‮" ‬أو‮ "‬دولة‮"‬،‮ ‬لكن لا أحد‮ ‬يستطيع الإفلات منه،‮ ‬مهما ذهب بعيداً‮ ‬وشعر باليأس أو الذنب،‮ ‬فهذا الكائن لا‮ ‬يعبأ بك أو بأحد،‮ ‬ففي ظل وجوده‮ ‬يفقد البشر أسماءهم ووجوههم،‮ ‬ويتحولون إلي علامات وأرقام‮.‬

أعتقد أن كل بطل في الرواية‮ ‬يحمل داخله مثل هذا الكائن البحري،‮ ‬بعضهم‮ ‬يتجاهله،‮ ‬والآخر‮ ‬يهرب منه،‮ ‬قد‮ ‬يتخذ شكلاً‮ ‬ملموساً‮ ‬مثل عصابة مطارِدة،‮ ‬أو شكلاً‮ ‬غير محسوس مثل الظلمة،‮ ‬هم لا‮ ‬يحاولون مقاومته أو التمرد عليه،‮ ‬فقط‮ ‬يرون الحل في الهروب،‮ ‬وانتظار الساعات الطويلة في الشوارع حتي انجلاء الظلام ببطء‮.‬
المصدر: أخبار الأدب
بقلم : حسام دياب

كتاب كيف ننام؟

يقال بأن المحروم من النوم يكون في وضع أشد ألما من المرض،فتكون تصرفاته المنفعلة وعصبيته وغيابه عن وقته هي أمور خارجة عن إرادته،وهذا الحال هو حال الكبار،فكيف بالصغار وتحديدا الرضع وهم في شوق للنوم وذويهم بالطبع يشاركونهم الشوق نفسه،ومن العجيب بأن الكبار كثيرا ما يبتعدون عن الحصول عن ساعات طافية من النوم رغبة منهم في إكمال عملهم أو للسهر.
ما الصغار فهم مهما تمردوا على النوم فهو دوما ما يجد وسيلة ليغطي عيونهم ليرتاحوا بصحبته،فالنوم يشمل جزء ليس بالقليل من وقتنا وبالطبع من حياتنا،وهو عملية فيسولوجية يومية الحصول وقد لا نتفكر كثيرا في كيفية حصولها،وإن كنا نأتي على ذكر هذا التساؤل غالبا عندما يتمادى الأرق في زياراته لنا...ترى كيف ننام ولماذا؟وهل نختلف في ذلك؟

كتاب (كيف ننام؟) من تأليف أ.أرنوف ود.أوديت يحرضنا على التأمل في الأسئلة المطروحة أعلاه،ففي بداية الكتاب يتم الحديث عن البعد الإنساني للنوم مع إن منحى الكتاب هو منحى علمي أولا،فالإنسانية في الكتاب تمثلت في عرض مشهد الجنين الذي يتكون في رحم أمه وحاجته للنوم لثماني عشر ساعة بشكل يومي،أي إنه ينام أكثر من نصف اليوم،وهذه الظاهرة إمتدت لعالم الحيوان كذلك،ومن ثم يدور الكلام حول عدم التوافق في مواعيد النوم الذي يحدث كثيرا بين الرضع الصغار وأهلهم،فينشأ عن عدم التوافق هذا قلة نوم للأهل وتغيير في نمط روتينهم اليومي،فيصبح الأهل متبعين لمواعيد النوم التي أقرها لهم صغارهم،وإن كان الكبار يحتاجون لساعات نوم أقل من صغارهم،ومن ثم تمت مناقشة فكرة دراسة النوم وبدايتها،فتأخر العلماء في دراسة النوم وإن تبين لهم منذ زمن طويل بإنه حاجة أساسية للإنسان ولكن الدراسات الموثقة بدأت في منتصف القرن العشرين،ويعود السبب في القدرة على دراسة النوم للتطور في علم الأعصاب ومحاولة فهم آلية الدماغ،وكانت أول جزئية تمت دراستها حول النوم هي مرحلة النعاس،فالعلماء قسموا منذ ذلك الزمن النوم إلى مراحل،وتم تصنيف النوم نفسه إلى نوعين هما:
النوم العميق والنوم المفارق
وأيضا ذكروا بأن الإنسان يحتاج إلى سبع ساعات ونصف من النوم،ولقد فاجأني الرقم لغني كنت أعرف بإن الإنسان يحتاج إلى ثمان ساعات من النوم،فإستغربت تقليص الساعة الأخيرة إلى نصف ساعة،وأيضا أوضح العلماء بالرغم من ذلك بأن البشر يختلفون في عدد الساعات التي يحتاجونها للنوم،فمنهم من تكفيه خمس ساعات ومنهم من تلزمه تسع ساعات ونصف،فهناك من يستغرق في النوم وهناك من هو يشكو من النوم المتقطع،وللعوامل الوراثية دور هام في تحديد ذلك حسب وجهة نظر العلماء،وأيضا تم شرح مفهوم "اليقظات الصغرى" وهي اللحظات التي يتذبذي فيها النوم،فيكون الإنسان ما بين الصحو والغفوة،وهي ظاهرة طبيعية للغاية،وأما مسببات النوم فأولها العنصر الفيسولوجي المتعارف عليه لدى كل البشر وهو حاجة حتمية كالتنفس والأكل والشرب،وأيضا ما يسمى ب:الساعة البيولوجية" وهي الوقت الذي إعتاد فيها جسدنا على النوم فيه مهما تغير مكانه،وهناك التبعيات الإجتماعية كأخذ فترة قيلولة بعد تناول الطعام والتيقظ عند إقتراب أوقات العمل،فبعض الناس "مسائيين" وهم من يروق لهم السهر وإنجاز أعمالهم في الفترات المسائية والعض الآخر هم "الصباحيين" وهم من يحبون النهار ويعشقون أن يمارسوا أعمالهم فيه.
وتم الترجيح في الكتاب بأن عشاق المساء هم عادة ولدوا في فصل الربيع،أما عشاق الصباح فهم في أغلب الظن ولدوا في الخريف،ولعل هذا السبب في كوني "صباحية" لإني من مواليد الخريف،وبعد ذلك تم التطرق إلى الأسباب التي تؤثر سلبا على عملية النوم ومنها الجلوس أمام الشاشات الحاسوبية والتلفزيونية مطولا والضوضاء و تناول كميات مفرطة من المنبهات ،وتم تشبيه ميل بعض الأشخاص في تاخير أو تقليل مواعيد نومهم كسائق القطار الذي يحاول أن يغير مواعيد تنقلاته أو أن يغير مساراته،فتتعقد الأحوال أكثر وتتأزم أكثر،وأيضا تم تفسير مرض "الخدار" وهو مرض يهجم فيه النوم على الإنسان بالرغم من إرادته،وكذلك تم العروج على ما يبدر من الإنسان أثناء نومه،فبعض الأشخاص يتدثون أثناء نومهم ومنهم يتفاعلون مع أحلامهم حركيا أيضا وليس فقط لفظيا ،وهي ظاهرة هيجت فضول العلماء ليدروسها أكثر فاجروا فحوصات على أحلام الحيوانات ومنها القطط ومن ثم على أحلام البشر ،وأصبحت هناك منظمات تعنى بالنوم !

كتاب (كيف ننام؟) من تأليف أ.أرنوف ود.أوديت،هو تثيقفي فيما يختص بعملية النوم التي ليس من السهل دراستها بأسلوب يغفو في بساطته.